ابحث عن شاعر او قصيدة اوقصة

المقدمــة


** المقدمــة **
إن الحمد لله، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله، فلا مضلَّ له ، ومن يُضلل ، فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
)يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتُنَّ إلا وأنتم مسلمون(.
"آل عمران" الآية (102).
)يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفسٍ واحدةٍ وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً(. "النساء" الآية (1).
)يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً، يُصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يُطِع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً(. الأحزاب الآية (70-71)، [وهذه الخطبة تسمى عند العلماء "خطبة الحاجة"، وهي تشرع بين يدي كل خطبة، سواء كانت خطبة جمعة أو عيد أو نكاح أو درس أو محاضرة].
أما بعد :
فإن خير الكلام كلام الله تعالى ، وخير الهدى هدي محمد ، وشر الأمور محدثاتها ، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة .
إن من السنن الكونية التي خلقها الله سبحانه وتعالى الأمراض ، وهي من الابتلاء الذي قدره الله على عباده ، ويكون فيه النفع للمؤمنين منهم ، فعن صهيب الرومي e قال: قال رسول الله e :"عجباً لأمر المؤمن إن أمر كله خير وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له" .
رواه مسلم في كتاب الزهد برقم (2999).
ومن المعلوم أن الإبتلاءات من الأمراض وغيرها ، إما أن تكون رفع درجات ، أو تكفير سيئات ، أو عقوبة والعياذ بالله .
ومن فضل الله تعالى على المؤمنين أن جعل الأمراض التي قدرها عليهم كفارات للذنوب والخطايا ، فعن ابن مسعود t ، أن رسول الله e قال: "ما من مسلم يصيبه أذى من مرض فما سواه إلا حط الله به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها " رواه البخاري في كتاب المرض برقم (5660) ومسلم في كتاب البر والصلة والآداب برقم (6511).
وكما أن الله سبحانه وتعالى أنزل الداء أنزل معه الدواء ، ويكون رحمةً منه وفضلاً على عباده ، مؤمنهم وكافرهم . فعن ابن مسعود t ، أن رسول الله e قال : "إن الله لم ينـزل داءً إلا وأنزل له دواءً ؛ جهله من جهله ، وعلمه من علمه".
"الصحيحة" (452) ، و"صحيح موارد الظمآن" (1196).
ومن الأدوية النافعة بإذن الله تعالى ، الرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة الصحيحة ، فعلى العبد أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى في الخير والشر ، وفي السر والعلن ، وأن يدعوه في كشف الضر عنه، قال الله تعالى: ] أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ [ . (النمل:62)  ، فإنه لا شافي إلا الله ، ولا منجي إلا هو سبحانه وتعالى ، قال تعالى : ]وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ[ . (الشعراء:80) .
وأن في القرآن الكريم والسنة الصحيحة أنواعاً من العلاجات والأدوية النافعة بإذن الله تعالى ، فأحببت أن أجمعها للقارئ الكريم لكي يكون على علم بها ، وأن يستخدمها لينتفع بها بإذن الله تعالى ، وعلينا أن لا نعدل عنها إلى الأدوية الكيمياوية في العصر الحاضر ، وعليه أن يتداوى بالغذاء بدل الدواء ما أمكنه ذلك .
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى :
وقد اتفق الأطباء على أنه متى أمكن التداوي بالغذاء لا يعدل إلى الدواء ، ومتى أمكن بالبسيط لا يعدل إلى المركب ، قالوا وكل داء قدر على دفعه بالأغذية والحمية لم يحاول دفعه بالأدوية ، قالوا ولا ينبغي للطبيب أن يولع بسقي الأدوية فإن الدواء إذا لم يجد في البدن داء يحلله أو وجد داء لا يوافقه أو وجد ما يوافقه فزادت كميته عليه أو كيفيته تشبث بالصحة وعبث بها ،  وأرباب التجارب من الأطباء طبهم بالمفردات غالبا وهم أحد فرق الطب الثلاث . الطب النبوي (ص6) .
وقال في مكان آخر : فإعراض الناس عن طب النبوة كإعراضهم عن الاستشفاء بالقرآن الذي هو الشفاء النافع . اهـ . الطب النبوي(ص29).
وقال ابن حجر رحمه الله تعالى في تعليقه على حديث  المرأة التي تصرع : "وفيه أن علاج الأمراض كلها بالدعاء والالتجاء إلى الله أنجع وأنفع من العلاج بالعقاقير ، وأن تأثير ذلك وانفعال البدن عنه أعظم من تأثير الأدوية البدنية ، ولكن إنما ينجع بأمرين : أحدهما من جهة العليل وهو صدق القصد، والآخر : من جهة المداوي وهو قوة توجهه وقوة قلبه بالتقوى والتوكل والله أعلم" . فتح الباري (10/115) .
وقد انتقيت في هذا الكتاب الأحاديث الصحيحة بهذا الخصوص وأسميته "صحيح الطب النبوي" ، وضممت إليها بعض الأحاديث التي فيها ضعف مع بيان ضعفها ، فإنها وإن كانت ضعيفة فإنها لا تخلوا من الفوائد الغذائية أو العلاجية ، كما قرر ذلك السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم ، وبخاصة الذين يعتنون منهم بهذا الشأن . 
ولا يفوتني في هذا المقام أن أشكر كل من قدم لي من المساعدة لإخراج هذا الكتاب ، وأعانني عليه ، كما أشكر أهلي الكرماء على ما قدموه لي من المساعدة في الكتابة والصف،  ، فجزاهم الله عنا خير الجزاء ، وجعل أعمالهم خالصةً لله تعالى ، ونافعةً لهم يوم القيامة .
وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يجعل هذا الكتاب سبباً لنفع المسلمين ، وأن يكون سبباً لارتباطهم بالقرآن الكريم والسنة المطهرة  التي لا غنى للمسلم عنهما ، وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم ، وأن يجعل له القبول في الأرض وأن يجعل أعمالنا وأقوالنا حجة لنا لا حجة علينا ، وأن ينفعنا بها في يوم الدين، إنه ولي ذلك والقادر عليه . آمين . 
وأصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
منهجي في الكتاب .
رتبت الكتاب على الفصول التالية :
1 ـ  الفصل الأول : وضعت فيه ثواب المرض لكي يكون المرء على علم  بما له عند الله من الثواب بسبب المرض ، أو أي ابتلاء ، وليصبر على ما أصابه ، وأن لا يتسخط ، ولا يجزع لينال الثواب في الآخرة بإذن الله تعالى .
2 ـ الفصل الثاني : تكلمت فيه عن الرقية الشرعية ، لكي يرتبط المسلم بربه سبحانه وتعالى ، وأن يعمل بما جاء في الكتاب والسنة ، وأن يعتقد أن الله هو الشافي ، وهو سبحانه بيده الضر والنفع .
3 ـ وفي الفصل الثالث تكلمت فيه عن التداوي ، وأن الله تعالى كما أنزل الداء أنزل معه الدواء رحمةً منه سبحانه وتعالى ، وبينت فيه حكم التداوي ، هل هو واجب أم سنة ، وهل الأفضل تركه أم فعله .
4 ـ الفصل الرابع: جعلت هذا الفصل خاصاً بالعلاج بالأعشاب الطبية الثابتة في الكتاب والسنة الصحيحة ، وفائدة كل عشبه ذكرت في هذا الكتاب ، وما هي خاصيتها بالعلاج .
5 ـ الفصل الخامس: تكلمت في هذا الفصل على بعض المحرمات والمضرات التي تضر بالمسلم في دنياه وآخرته ، لكي يتجنبها وليحذرها ، ولكي  لا يقع فيها .
6ـ الفصل السادس: خصصت هذا الفصل في الصبر على البلاء لأعود كما بينت في الفصل الأول ما هو ثواب المرض ، فأذكِّرَ المسلم في هذا الفصل بالصبر على البلاء ، وأن لا يشكوا ما أصابه لغير الله تعالى ، وأن لا يتسخط ، وأن يدعوا الله جل في علاه أن يكشف عنه هذا البلاء ، وأن يثيبه عليه الجنة . 
والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل .

وكتب / ماجد البنكاني

                                                          أبو أنس العراقي

   1/رمضان/1423هـ
                                                         6/11/2002


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق