ابحث عن شاعر او قصيدة اوقصة

قصيدة : مَا بُكَاءُ الكَبِيرِ بِالأطْلالِ..للشاعر الأعشى



مَا بُكَاءُ الكَبِيرِ بِالأطْلالِ،وسؤالي، فهلْ تردّ سؤالي؟
دمنة ٌ قفرة ٌ تعاورها الصّيــفُ بِرِيحَيْنِ مِنْ صَبأ وَشَمَالِ
لاتَ هَنّا ذِكْرَى جُبَيْرَة َ أوْ مَنْجاءَ منها بطائفِ الأهوال ِ
حلّ أهلي بطنَ الغميسِ فبادوْلى ، وَحَلّتْ عُلْوِيّة ً بِالسِّخَالِ
نرنعي السّفحَ، فالكشيبَ، فذاقارٍ، فَرَوْضَ القَطَا فَذاتَ الرّئالِ
ربّ خرقٍ من دونها يخرسُ السّفــرَ، وَمِيلٍ يُفْضِي إلى أمْيَالِ
وَسِقَاءٍ يُوكَى عَلى تَأَقِ المَلْءِ، وَسَيْرٍ وَمُسْتَقَى أوْشَالِ
وَادّلاجٍ بَعْدَ المَنَامِ، وَتَهْجِيــرٍ، وقفٍّ وسبسبٍ ورمالِ
وقليبٍ أجنٍ كأنّ منَ الرّيــشِ بِأرْجَائِهِ لُقُوطَ نِصَالِ
رِيجِ وَالشّرْعَبيَّ ذا الأذْيَالِـدُو قَلِيلَ الهُمُومِ نَاعِمَ بَالِ
إذ هي الهمُّ والحديثُ، وإذْ تعـصي إليّ الأميرَ ذا الأقوالِ
ظبية من ظباء وجرة أدماء ُتسفُّ الكباثَ تحتَ الهدالِ
حُرّة ٌ طَفْلَة ُ الأنَامِلِ، تَرْتَــبّ سخاماً، تكفُّهُ بخلالِ
كَأنّ السُّمُوطَ عَكّفَها السّلْــكُ بعِطْفَيْ جَيْدَاءَ أُمّ غَزَالِ
وكأنّ الخمرَ العتيقَ من الإسفنــطِ مَمْزُوجَة ً بِمَاءٍ زُلالِ
باكرتها الأغرابُ في سنة ِ النّومِ فتجري خلالَ شواكِ السَّيالِ
فاذهبي كا إليكِ أدركني الحلــمُ، عداني عنْ ذكركمْ أشغالي
وَعَسِيرٍ أدْمَاءَ حَادِرَة ِ العَيْــنِ، خنوفٍ عيرانة ٍ شملالِ
مْن سَرَاة ِ الهِجَانِ، صَلّبَهَا العُــضّ وَرَعيُ الحِمى وَطولُ الحِيالِ
لمْ تَعَطّفْ عَلى حُوَارٍ، وَلمْ يَقْــطَعْ عُبَيدٌ عُرُوقَها مِنْ خُمالِ
قَدْ تَعَلّلْتُهَا عَلى نَكَظِ المَيْــطِ، وقدْ خبّ لامعاتٌى لآلِ
فَوْقَ دَيْمُومة ٍ تَغَوّلُ بِالسَّفْــرِ قِفَارٍ إلاّ مِنَ الآجَالِ
وَإذا ما الضّلالُ خِيفَ مَكانَ الْــوِرْدُ خِمْساً يَرْجُونَهُ عَن لَيالِ
وَاسْتُحِثّ المُغَيِّرُونَ مِنَ القَوْمِ وكانَ النّطافُ ما في العزالي
مَرِحَتْ حُرّة ٌ كَقَنْطَرَة ِ الرّومِــيّ تَفْرِي الهَجِيرَ بِالإرْقَالِ
تَقْطَعُ الأمعَزَ المُكَوْكِبَ وَخداًبنواجٍ سريعة ِ الإيغالِ

لاحَهُ الصّيْفُ وَالصِّيَالُ وَإشْفَالٍ، دِفَاقاً غَداة َ غِبّ الصّقَالِ
ملمعٍ لاعة ِ الفؤادِ إلى جحـشٍ، فلاهُ عنها فبئسَ الفالي
ذو أذاة ٍ على الخليطِ، خبيثُ الــنّفسِ، يرمى مراغهُ بالنُّسالِ
غادرَ الجحشَ في الغبارِ، وعدّاهَا حَثِيثاً لِصُوّة ِ الأدْحَالِ
ذَاكَ شَبّهْتُ نَاقَتي عَن يمينِ الـرَّعنِ، بعدَ الكلالِ والإعمالِ
وَتَرَاهَا تَشْكُو إليّ، وَقَدْ آلَتْ طَلِيحاً تُحذى صُدورَ النّعالِ
نَقَبَ الخُفِّ للسُّرَى ، فَتَرَى الأنْـساعَ من حلّ ساعة ٍ وارتحالِ
أثّرتْ في جناجنٍ كإرانِ الـ
تْ حِبَالٌ وَصَلْتَهَا بحِبَالِ
أربحيٌّ، صلتٌ، يظلّ لهُ القومُ رُكُوداً، قِيَامَهُمْ للهِلالِ
إنْ يُعاقِبْ يَكُنْ غَرَاماً، وَإنْ يُعطِجَزِيلاً، فَإنّهُ لا يُبَالي
يَهَبُ الجِلّة َ الجَرَاجِرَ، كالبُسْــتانِ تحنو لدردقٍ أطفالِ
والبَغَايَا يَرْكُضْنَ أكسِيَة َ الإضْـ
وَجِيَاداً كَأنّهَا قُضُبُ الشّوْحَطِ، تَعْدُو بِشِكّة ِ الأبْطَالِ
والمكاكيكَ والصّحافَ من الفضّــة ِ وَالضّامِزَاتِ تَحتَ الرّجَالِ
ربّ حيٍ أشقاهمُ آخرَ الدّهــرِ وَحَيٍّ سَقَاهُمُ بِسِجَالِ
ولقدْ شبّتِ الحروبُ فما غمــرتَ فيهاإذْ قلصتْ عن حيالِ
هَؤلَى ثُمّ هَؤلَى كُلاًّ اعْــطيتَ نعالاً محذوة ً بمثالِ
فأرى منْ عصاكَ أصبحَ مخذولاً، وَكَعبُ الذي يُطيعُكَ عَالي
أنتَ خيرٌ منْ ألفِ ألفٍ من القومِ إذا ما كبتْ وجوهُ الرّجالِ
ولمثلِ الّذي جمعتَ منَ العدّة ِ، تأبى حكومة َ المقتالِ
جُنْدُكَ التّالِدُ العَتِيقُ مِنَ الــسّاداتِ أهْلِ القِبابِ وَالآكَالِ
غيرُ ميلٍ ولا عواويرَ في الهيــجا ولا عزّلٍ ولا أكفالِ
وَدُرُوعٌ مِنْ نَسجِ داوُدَ في الحَرْبِ وسوقٌ يحملنَ فوقَ الجمالِ
ملبساتٌ مثلَ الرّمادِ منَ الكبــرّة ِ منْ خشية ِ النّدى والطَّلالِ
لمْ يبسَّرنَ للصّديقِ، ولكنْلقتالِ العدوّ يومَ القتالِ
لامرءٍ يجعلُ الأداة َ لريبِ الـدّهْرِ، لا مُسْنَدٍ وَلا زُمّالِ
كلَّ عامٍ يقودُ خيلاً إلى خيـدّينَ دِرَاكاً بِغَزْوَة ٍ وَصِيَالِ
ثمّ أسقاهمْ على العيـشِ فأروى ذنوبَ رفدٍ محالِ
فَخْمَة ً يَلْجَأُ المُضَافُ إلَيْهَا،ورعالاً موصولة ً برعالِ
تخرجُ الشّيخَ من بنيهِ وتلويبلبونِ المعزابة ِ المعزالِ
ثمّ دانتْ بعدُ الرَّبابُ، وكانتْكَعَذَابٍ عُقُوبَة ُ الأقْوَالِ
عَنْ تَمَنٍّ وَطُولِ حَبسٍ وَتَجميـعِ شَتَاتٍ، وَرِحْلَة ٍ وَاحتِمَالِ
مِنْ نَوَاصي دُودانَ إذْ كَرِهُوا الــبأسَ وذبيانَ والهجانِ الغوالي
ثُمّ وَصّلْتَ صِرّة ً بِرَبيعٍ،حِينَ صَرّفْتَ حالَة ً عَنْ حَالِ
هُوَ دَانَ الرِّبَابَ، إذْ كَرِهُوا الـمَ وَأسْرَى مِنْ مَعْشَرٍ أقْتَالِ
وَشُيُوخٍ حَرْبَى بِشَطّيْ أرِيكٍ،ونسءٍ كأنّهنّ السّعالي
وشريكينِ منْ المالِ، وَكَانَا مُحَالِفَيْ إقْلالِ
قَسَمَا الطّارِفَ التّلِيدَ مِنَ الغُنْـمِ، فَآبَا كِلاهُما ذو مَالِ
لنْ تزوالوا كذلكمْ، ثمّ لا زلــتَ لهمْ خالداً خلودَ الجبالِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق