ابحث عن شاعر او قصيدة اوقصة

البطّتان والسلحفاة


زعموا أنّ غديرًا كان عنده عشب وفيه بطّتان. وكان في الغدير سلحفاة بينها وبين البطتين مودّة وصداقة.
فحدث أن غيض ذلك الماء، فجاءت البطتان لوداع السّلحفاة وقالتا: “السّلام عليك. إنّنا ذاهبتان عن هذا المكان بسبب نقص الماء عنه”.
فقالت: إنّما يبيّن نقص الماء على مثلي. فأنا كسفينة لا أقدر على العيش إلاّ بالماء. أمّا أنتما فتقدران على العيش حيث كُنتما، فاذهبا بي معكما.
قالتا لها: نعم.
قالت: وكيف السّبيل إلى حملي؟
قالتا: نأخذ بطرفيّ عود وتتعلّقين بوسطه، ونطير بك إلى الجو، وإيّاك إذا سمعت النّاس يتكلّمون أن تنطقي.
فأخذتاها فطارتا بها في الجوّ.
فقال النّاس: عجيب،‍ سلحفاة بين بطّتين قد حملتاها!
فلمّا سمعت السلحفاة ذلك، قالت: فقأ الله أعينكم أيّها النّاس!
فلمّا فتحت فاها بالنّطق وقعت على الأرض، فماتت.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق