ابحث عن شاعر او قصيدة اوقصة

ما زال طعم الحلوى في فمي يا عمي !


رجل كبير يرقد فى المستشفى لـهرم جسده يزوره شاب كل يوم ويجلس معه لأكثر من ساعة يساعده على أكل طعامه والاغتسال
ويأخذه في جولة بحديقة المستشفى ،
و يساعده على الاستلقاء ويذهب بعد أن يطمئن عليه .

دخلت عليه الممرضة في أحد الأيام
لتعطيه الدواء وتتفقد حاله وقالت له :
“ ما شاء الله هل هذا ابنك !؟
نظر إليها ولم ينطق وأغمض عينيه ،
وقال لنفسه “ ليته كان أحد أبنائي .. “

هذا اليتيم من الحي الذي كنا نسكن فيه
رأيته مرة يبكي عند باب المسجد بعدما توفي والده و هدأته .. واشتريت له الحلوى ،
ولم احتك به منذ ذلك الوقت .

ومنذ علم بوحدتي أنا وزوجتي يزورنا كل يوم
لـ يتفقد أحوالنا حتى وهن جسدي
فأخذ زوجتي إلى منزله وجاء بي إلى المستشفى للعلاج .

وعندما كنت أسأله
” لماذا يا ولدي تتكبد هذا العناء معنا؟ “

يبتسم ويقول .. :

( ما زال طعم الحلوى في فمي يا عمي ) !

يقول الشاعر :

ازرع جميلا .... و لو في غير موضعه
فـلن يضيع جميلا .....     أينما زرعا

إن الجميل .....  و إن طال الزمان به
فليس يحصده ....      إلا الذي زرعا

.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق