ليس لديّ ورقٌ، و لا قلمْ
|
لكنني.. من شدّة الحرّ، و من مرارة الألم
|
يا أصدقائي.. لم أنمْ
|
فقلت: ماذا لو تسامرتُ مع الأشعار
|
و زارني من كوّةِ الزنزانةِ السوداء
|
لا تستخفّوا.. زارني وطواط
|
وراح، في نشاط
|
يُقبّل الجدران في زنزانتي السوداء
|
و قلتْ: يا الجريء في الزُوّار
|
حدّث !.. أما لديك عن عالمنا أخبار ؟..؟!
|
فإنني يا سيدي، من مدّةٍ
|
لم أقرأ الصحف هنا.. لم أسمع الأخبار
|
حدث عن الدنيا، عن الأهل، عن الأحباب
|
لكنه بلا جواب !
|
صفّق بالأجنحة السوداء عبر كُوّتي.. و طار!
|
و صحت: يا الغريب في الزوّار
|
مهلاً ! ألا تحمل أنبائي إلى الأصحاب ؟..
|
***
|
من شدة الحرّ، من البقّ، من الألم
|
يا أصدقائي.. لم أنم
|
و الحارس المسكين، ما زال وراء الباب
|
ما زال .. في رتابةٍ يُنَقّل القدم
|
مثليَ لم ينم
|
كأنّه مثليَ، محكوم بلا أسباب !
|
***
|
أسندت ظهري للجدار
|
مُهدّماً.. و غصت في دوّامةٍ بلا قرار
|
و التهبتْ في جبهتي الأفكار
|
. . . . . . . . . . . . . .. . . . .
|
أماه! كم يحزنني !
|
أنكِ، من أجليَ في ليلٍ من العذاب
|
تبكين في صمتٍ متى يعود
|
من شغلهم إخوتيَ الأحباب
|
و تعجزين عن تناول الطعام
|
و مقعدي خالٍ.. فلا ضِحْكٌ.. و لا كلام
|
أماه! كم يؤلمني !
|
أنكِ تجهشين بالبكاء
|
إذا أتى يسألكم عنّيَ أصدقاء
|
لكنني.. أومن يا أُماه
|
أومن.. .. أن روعة الحياه
|
اولد في معتقلي
|
أومن أن زائري الأخير.. لن يكونْ
|
خفّاش ليلٍ.. مدلجاً، بلا عيون
|
لا بدّ.. أن يزورني النهار
|
و ينحني السجان في إنبهار
|
و يرتمي.. و يرتمي معتقلي
|
مهدماً.. لهيبهُ النهار !!
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق