مَا مِن حوارٍ مَعك بعدَ الآن..
|
إنَّهُ مُجرَّدُ انفجارٍ آخر!
|
(إلى محمود درويش)
|
تَخلَّيتَ عن وِزرِ حُزني
|
ووزرِ حياتي
|
وحَمَّلتَني وزرَ مَوتِكَ،
|
أنتَ تركْتَ الحصانَ وَحيداً.. لماذا؟
|
وآثَرْتَ صَهوةَ مَوتِكَ أُفقاً،
|
وآثَرتَ حُزني مَلاذا
|
أجبني. أجبني.. لماذا؟
|
*
|
عَصَافيرُنا يا صَديقي تطيرُ بِلا أَجنحهْ
|
وأَحلامُنا يا رَفيقي تَطيرُ بِلا مِرْوَحَهْ
|
تَطيرُ على شَرَكِ الماءِ والنَّار. والنَّارِ والماءِ.
|
مَا مِن مكانٍ تحطُّ عليهِ.. سوى المذبَحَهْ
|
وتَنسى مناقيرَها في تُرابِ القُبورِ الجماعيَّةِ.. الحَبُّ والحُبُّ
|
أَرضٌ مُحَرَّمَةٌ يا صَديقي
|
وتَنفَرِطُ المسْبَحَهْ
|
هو الخوفُ والموتُ في الخوفِ. والأمنُ في الموتِ
|
لا أمْنَ في مجلِسِ الأَمنِ يا صاحبي. مجلسُ الأمنِ
|
أرضٌ مُحايدَةٌ يا رفيقي
|
ونحنُ عذابُ الدروبِ
|
وسخطُ الجِهاتِ
|
ونحنُ غُبارُ الشُّعوبِ
|
وعَجْزُ اللُّغاتِ
|
وبَعضُ الصَّلاةِ
|
على مَا يُتاحُ مِنَ الأَضرِحَهْ
|
وفي الموتِ تكبُرُ أرتالُ إخوتنا الطارئينْ
|
وأعدائِنا الطارئينْ
|
ويزدَحمُ الطقسُ بالمترَفين الذينْ
|
يُحبّونَنا مَيِّتينْ
|
ولكنْ يُحبُّونَنَا يا صديقي
|
بِكُلِّ الشُّكُوكِ وكُلِّ اليَقينْ
|
وهاجَرْتَ حُزناً. إلى باطلِ الحقِّ هاجَرْتَ
|
مِن باطلِ الباطِلِ
|
ومِن بابلٍ بابلٍ
|
إلى بابلٍ بابلِ
|
ومِن تافِهٍ قاتلٍ
|
إلى تافِهٍ جاهِلِ
|
ومِن مُجرمٍ غاصِبٍ
|
إلى مُتخَمٍ قاتلِ
|
ومِن مفترٍ سافلٍ
|
إلى مُدَّعٍ فاشِلِ
|
ومِن زائِلٍ زائِلٍ
|
إلى زائِلٍ زائِلِ
|
وماذا وَجَدْتَ هُناكْ
|
سِوى مَا سِوايَ
|
وماذا وَجّدْتَ
|
سِوى مَا سِواكْ؟
|
أَخي دَعْكَ مِن هذه المسألَهْ
|
تُحِبُّ أخي.. وأُحِبُّ أَخاكْ
|
وأَنتَ رَحَلْتَ. رَحَلْتَ.
|
ولم أبْقَ كالسَّيفِ فرداً. وما أنا سَيفٌ ولا سُنبُلَهْ
|
وَلا وَردةٌ في يَميني.. وَلا قُنبُلَهْ
|
لأنّي قَدِمْتُ إلى الأرضِ قبلكَ،
|
صِرْتُ بما قَدَّرَ اللهُ. صِرْتُ
|
أنا أوَّلَ الأسئلَهْ
|
إذنْ.. فَلْتَكُنْ خَاتَمَ الأسئِلَهْ
|
لَعّلَّ الإجاباتِ تَستَصْغِرُ المشكلَهْ
|
وَتَستَدْرِجُ البدءَ بالبَسمَلَهْ
|
إلى أوَّلِ النّورِ في نَفَقِ المعضِلَهْ..
|
*
|
تَخَفَّيْتَ بِالموتِ،
|
تَكتيكُنا لم يُطِعْ إستراتيجيا انتظارِ العَجَائِبْ
|
ومَا مِن جيوشٍ. ومَا مِن زُحوفٍ. ومَا مِن حُشودٍ.
|
ومَا مِن صُفوفٍ. ومَا مِن سَرايا. ومَا مِن كَتائِبْ
|
ومَا مِن جِوارٍ. ومَا مِن حِوارٍ. ومَا مِن دِيارٍ.
|
ومَا مِن أقارِبْ
|
تَخَفَّيْتَ بِالموْتِ. لكنْ تَجَلَّى لِكُلِّ الخلائِقِ
|
زَحْفُ العَقَارِبْ
|
يُحاصِرُ أكْفانَنا يا رفيقي ويَغْزو المضَارِبَ تِلْوَ المضارِبْ
|
ونحنُ مِنَ البَدْوِ. كُنّا بثوبٍ مِنَ الخيشِ. صِرنا
|
بربطَةِ عُنْقٍ. مِنَ البَدْوِ كُنّا وصِرنا.
|
وذُبيانُ تَغزو. وعَبْسٌ تُحارِبْ.
|
*
|
وهَا هُنَّ يا صاحبي دُونَ بابِكْ
|
عجائِزُ زوربا تَزَاحَمْنَ فَوقَ عَذابِكْ
|
تَدَافَعْنَ فَحماً وشَمعاً
|
تَشَمَّمْنَ مَوتَكَ قَبل مُعايشَةِ الموتِ فيكَ
|
وفَتَّشْنَ بينَ ثيابي وبينَ ثيابِكْ
|
عنِ الثَّروةِ الممكنهْ
|
عنِ السرِّ. سِرِّ القصيدَهْ
|
وسِرِّ العَقيدَهْ
|
وأوجاعِها المزمِنَهْ
|
وسِرِّ حُضورِكَ مِلءَ غِيابِكْ
|
وفَتَّشْنَ عمَّا تقولُ الوصيَّهْ
|
فَهَلْ مِن وَصيَّهْ؟
|
جُموعُ دُخانٍ وقَشٍّ تُجَلجِلُ في ساحَةِ الموتِ:
|
أينَ الوصيَّهْ؟
|
نُريدُ الوصيَّهْ!
|
ومَا أنتَ كسرى. ولا أنتَ قيصَرْ
|
لأنَّكَ أعلى وأغلى وأكبَرْ
|
وأنتَ الوصيَّهْ
|
وسِرُّ القضيَّهْ
|
ولكنَّها الجاهليَّهْ
|
أجلْ يا أخي في عَذابي
|
وفي مِحْنَتي واغترابي
|
أتسمَعُني؟ إنَّها الجاهليَّهْ
|
وَلا شيءَ فيها أَقَلُّ كَثيراً سِوى الوَرْدِ،
|
والشَّوكُ أَقسى كَثيراً. وأَعتى كَثيراً. وَأكثَرْ
|
ألا إنَّها يا أخي الجاهليَّهْ
|
وَلا جلفَ مِنَّا يُطيقُ سَماعَ الوَصيَّهْ
|
وَأنتَ الوَصيَّةُ. أنتَ الوَصيَّةُ
|
واللهُ أكبَرْ..
|
*
|
سَتذكُرُ. لَو قَدَّرَ الله أنْ تَذكُرا
|
وتَذكُرُ لَو شِئْتَ أنْ تَذكُرا
|
قرأْنا امرأَ القَيسِ في هاجِسِ الموتِ،
|
نحنُ قرأْنا مَعاً حُزنَ لوركا
|
وَلاميّةَ الشّنفرى
|
وسُخطَ نيرودا وسِحرَ أراغون
|
ومُعجزَةَ المتنبّي،
|
أَلَمْ يصهَر الدَّهرَ قافيةً.. والرَّدَى منبرا
|
قرأْنا مَعاً خَوفَ ناظم حِكمَت
|
وشوقَ "أتاتورك". هذا الحقيقيّ
|
شَوقَ أخينا الشّقيّ المشَرَّدْ
|
لأُمِّ محمَّدْ
|
وطفلِ العَذابِ "محمَّد"
|
وسِجنِ البلادِ المؤبَّدْ
|
قرأْنا مَعاً مَا كَتَبنا مَعاً وكَتَبنا
|
لبِروَتنا السَّالِفَهْ
|
وَرامَتِنا الخائِفَهْ
|
وَعكّا وحيفا وعمّان والنّاصرَهْ
|
لبيروتَ والشّام والقاهِرَهْ
|
وللأمَّةِ الصَّابرَهْ
|
وللثورَةِ الزَّاحفَهْ
|
وَلا شَيءَ. لا شَيءَ إلاّ تَعاويذ أحلامِنا النَّازِفَهْ
|
وساعاتِنا الواقِفَهْ
|
وأشلاءَ أوجاعِنا الثَّائِرَهْ
|
*
|
وَمِن كُلِّ قلبِكَ أنتَ كَتبتُ
|
وَأنتَ كَتبتَ.. ومِن كُلِّ قلبي
|
كَتَبْنا لشعْبٍ بأرضٍ.. وأرضٍ بشعبِ
|
كَتَبْنا بحُبٍّ.. لِحُبِّ
|
وتعلَمُ أنَّا كَرِهْنا الكراهيّةَ الشَّاحبَهْ
|
كَرِهْنا الغُزاةَ الطُّغاةَ،
|
وَلا.. ما كَرِهْنا اليهودَ ولا الإنجليزَ،
|
وَلا أيَّ شَعبٍ عَدُوٍ.. ولا أيَّ شَعبٍ صديقٍ،
|
كَرِهْنا زبانيةَ الدولِ الكاذِبَهْ
|
وَقُطعانَ أوْباشِها السَّائِبَهْ
|
كَرِهْنا جنازيرَ دبَّابَةٍ غاصِبَهْ
|
وأجنحَةَ الطائِراتِ المغيرَةِ والقُوَّةَ الضَّارِبَهْ
|
كَرِهْنا سَوَاطيرَ جُدرانِهِم في عِظامِ الرّقابِ
|
وأوتادَهُم في الترابِ وَرَاءَ الترابِ وَرَاءَ الترابِ
|
يقولونَ للجوِّ والبَرِّ إنّا نُحاولُ للبحْرِ إلقاءَهُم،
|
يكذبُونْ
|
وهُم يضحكُونَ بُكاءً مَريراً وَيستعطفونْ
|
ويلقونَنَا للسَّرابِ
|
ويلقونَنَا للأفاعِي
|
ويلقونَنَا للذّئابِ
|
ويلقونَنَا في الخرابِ
|
ويلقونَنا في ضَياعِ الضَّياعِ
|
وتَعلَمُ يا صاحبي. أنتَ تَعلَمْ
|
بأنَّ جَهَنَّم مَلَّتْ جَهّنَّمْ
|
وعَافَتْ جَهَنَّمْ
|
لماذا تموتُ إذاً. ولماذا أعيشُ إذاً. ولماذا
|
نموتُ. نعيشُ. نموتُ. نموتُ
|
على هيئَةِ الأُممِ السَّاخِرهْ
|
وَعُهْرِ ملفَّاتِها الفاجِرَهْ
|
لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟ لماذا؟..
|
ومَا كُلُّ هذا الدَّمار وهذا السقوط وهذا العذاب
|
ومَا كلُّ هذا؟ وهذا؟ وهذا؟
|
*
|
تذكَّرْ
|
وقدْ يُسعِفُ اللهُ مَيْتاً بأنْ يتذكَّرَ. لله نحنُ.
|
فحاول إذن.. وتذكَّرْ
|
تذكَّرْ رضا الوالِدَهْ
|
لأُمَّينِ في واحِدَهْ
|
ونعمةَ كُبَّتِها.. زينة المائِدَهْ
|
وطُهرَ الرَّغيفِ المقمَّرْ
|
تذكَّرْ
|
أباً لا يُجيدُ الصّياحْ
|
ولا يتذمَّرْ
|
تذكَّرْ
|
أباً لا يضيقُ ولا يتأفَّفُ مِن سَهَرٍ صاخِبٍ للصَّباحْ
|
تذكَّرْ كَثيراً. ولا تتذكَّرْ
|
كَثيراً. فبعضُ الحِكاياتِ سُكَّرْ
|
وكُلُّ الخرافاتِ سُمٌّ مُقَطَّرْ
|
ونحنُ ضَحايا الخرافاتِ. نحنُ ضَحايا نبوخذ نصّرْ
|
وأيتام هتلَرْ
|
ومِن دَمِنا للطُّغاةِ نبيذٌ
|
ومِن لَحمِنا للغُزاةِ أكاليلُ غارٍ ووردٍ
|
ومِسْكٌ. وَعَنبَرْ
|
فَلا تتذكِّرْ
|
قيوداً وسجناً وعسكَرْ
|
وبيتاً مُدَمَّرْ
|
وَليلاً طَويلاً. وَقَهراً ثقيلاً وسَطواً تكرَّرْ
|
وَلا تتذكَّرْ
|
لا تتذكَّرْ
|
لا تتذكَّرْ..
|
*
|
لأنّا صديقانِ في الأرضِ والشّعبِ والعُمرِ والشِّعرِ،
|
نحنُ صريحانِ في الحبِّ والموتِ.. يوماً غَضِبْتُ عليكَ..
|
ويوماً غَضِبْتَ عَلَيّْ
|
وَمَا كانَ شَيءٌ لدَيكَ. وَمَا كانَ شَيءٌ لَدَيّْ
|
سِوَى أنّنا مِن تُرابٍ عَصِيّْ
|
وَدَمْعٍ سَخيّْ
|
نَهاراً كَتبْتُ إليكَ. وَليلاً كَتَبْتَ إليّْ
|
وأعيادُ ميلادِنا طالما أنذَرَتْنا بسِرٍّ خَفِيّْ
|
وَمَوتٍ قريبٍ.. وَحُلمٍ قَصِيّْ
|
ويومَ احتَفَلْتَ بخمسينَ عاماً مِنَ العُمرِ،
|
عُمرِ الشَّريدِ الشَّقيّ البَقيّْ
|
ضَحِكنا مَعاً وَبَكَيْنا مَعاً حينَ غنَّى وصلّى
|
يُعايدُكَ الصَّاحبُ الرَّبَذيّْ:
|
على وَرَقِ السنديانْ
|
وُلِدْنا صباحاً
|
لأُمٍّ ندىً وأبٍ زَعفرانْ
|
ومتنا مساءً بِلا أبوَينِ.. على بَحرِ غُربتِنا
|
في زَوارِقَ مِن وَرَقِ السيلوفانْ
|
على وَرَقِ البَحرِ. لَيلاً.
|
كَتَبْنا نشيدَ الغَرَقْ
|
وَعُدْنا احتَرَقْنا بِنارِ مَطالِعِنا
|
والنّشيدُ احتَرَقْ
|
بنارِ مَدَامِعِنا
|
والوَرَقْ
|
يطيرُ بأجْنِحَةٍ مِن دُخانْ
|
وهَا نحنُ يا صاحبي. صَفحَتانْ
|
وَوَجهٌ قديمٌ يُقَلِّبُنا مِن جديدٍ
|
على صَفَحاتِ كتابِ القَلَقْ
|
وهَا نحنُ. لا نحنُ. مَيْتٌ وَحَيٌّ. وَحَيٌّ وَمَيْتْ
|
"بَكَى صاحبي"،
|
على سَطحِ غُربَتِهِ مُستَغيثاً
|
"بَكَى صاحبي"..
|
وَبَكَى.. وَبَكَيْتْ
|
على سَطحِ بَيْتْ
|
ألا ليتَ لَيتْ
|
ويا ليتَ لَيتْ
|
وُلِدنا ومتنا على وَرَقِ السنديانْ..
|
*
|
ويوماً كَتَبْتُ إليكَ. ويوماً كَتَبْتَ إليّْ
|
"أُسميكَ نرجسةً حَولَ قلبي"..
|
وقلبُكَ أرضي وأهلي وشعبي
|
وقلبُكَ.. قلبي..
|
*
|
يقولونَ موتُكَ كانَ غريباً.. ووجهُ الغَرابَةِ أنّكَ عِشْتَ
|
وأنّي أعيشُ. وأنّا نَعيشُ. وتعلَمُ. تَعلَمُ أنّا
|
حُكِمْنا بموتٍ سريعٍ يمُرُّ ببُطءٍ
|
وتَعلَمُ تَعْلَمُ أنّا اجترَحْنا الحياةَ
|
على خطأٍ مَطْبَعِيّْ
|
وتَعلَمُ أنّا تأجَّلَ إعدامُنا ألف مَرَّهْ
|
لِسَكْرَةِجَلاّدِنا تِلْوَ سَكْرهْ
|
وللهِ مَجْدُ الأعالي. ونصلُ السَّلام الكلام على الأرضِ..
|
والناسُ فيهم – سِوانا – المسَرَّهْ
|
أنحنُ مِن الناسِ؟ هل نحنُ حقاً مِن الناسِ؟
|
مَن نحنُ حقاً؟ ومَن نحنُ حَقاً؟ سألْنا لأوّلِ مَرَّهْ
|
وَآخرِ مَرَّهْ
|
وَلا يَستَقيمُ السّؤالُ لكي يستَقيمَ الجوابُ. وها نحنُ
|
نَمكُثُ في حَسْرَةٍ بعدَ حَسْرَهْ
|
وكُلُّ غَريبٍ يعيشُ على ألفِ حَيْرَهْ
|
ويحملُ كُلُّ قَتيلٍ على الظَّهرِ قَبرَهْ
|
ويَسبُرُ غَوْرَ المجَرَّةِ.. يَسبُرُ غَوْرَ المجَرَّهْ..
|
*
|
تُعانقُني أُمُّنا. أُمُّ أحمدَ. في جَزَعٍ مُرهَقٍ بعذابِ
|
السِّنينْ
|
وعِبءِ الحنينْ
|
وَتَفْتَحُ كَفَّينِ واهِنَتَينِ موبِّخَتَينِ. وَتَسأَلُ صارخةً
|
دُونَ صَوتٍ. وتسألُ أينَ أَخوكَ؟ أَجِبْ. لا تُخبِّئ عَلَيَّ.
|
أجِبْ أينَ محمود؟ أينَ أخوكَ؟
|
تُزلزِلُني أُمُّنا بالسّؤالِ؟ فماذا أقولُ لَهَا؟
|
هَلْ أقولُ مَضَى في الصَّباحِ ليأْخُذَ قَهوَتَهُ بالحليبِ
|
على سِحرِ أرصِفَةِ الشانزيليزيه. أمْ أدَّعي
|
أنَّكَ الآن في جَلسَةٍ طارِئَهْ
|
وَهَلْ أدَّعي أنَّكَ الآن في سَهرَةٍ هادِئهْ
|
وَهَلْ أُتْقِنُ الزَّعْمَ أنّكَ في موعِدٍ للغَرَامِ،
|
تُقابِلُ كاتبةً لاجئَهْ
|
وَهَلْ ستُصَدِّقُ أنّكَ تُلقي قصائِدَكَ الآنَ
|
في صالَةٍ دافِئَهْ
|
بأنْفاسِ ألفَينِ مِن مُعجَبيكَ.. وكيفَ أقولُ
|
أخي راحَ يا أُمَّنا ليَرَى بارِئَهْ..
|
أخي راحَ يا أُمَّنا والتقى بارِئَهْ..
|
*
|
إذنْ. أنتَ مُرتَحِلٌ عن دِيارِ الأحبَّةِ. لا بأسَ.
|
هَا أنتَ مُرتَحِلٌ لدِيارِ الأحبَّةِ. سَلِّمْ عَلَيهِم:
|
راشد حسين
|
فدوى طوقان
|
توفيق زيّاد
|
إميل توما
|
مُعين بسيسو
|
عصام العباسي
|
ياسر عرفات
|
إميل حبيبي
|
الشيخ إمام
|
أحمد ياسين
|
سعدالله ونُّوس
|
كاتب ياسين
|
جورج حبش
|
نجيب محفوظ
|
أبو علي مصطفى
|
يوسف حنا
|
ممدوح عدوان
|
خليل الوزير
|
نزيه خير
|
رفائيل ألبرتي
|
ناجي العلي
|
إسماعيل شمُّوط
|
بلند الحيدري
|
محمد مهدي الجواهري
|
يانيس ريتسوس
|
ألكسندر بن
|
يوسف شاهين
|
يوسف إدريس
|
سهيل إدريس
|
رجاء النقاش
|
عبد الوهاب البياتي
|
غسَّان كنفاني
|
نزار قباني
|
كَفاني. كَفاني. وكُثرٌ سِواهم. وكُثرٌ فسلِّم عليهم. وسَوفَ
|
تُقابِلُ في جَنَّةِ الخُلدِ "سامي". أخانا الجميلَ الأصيلَ.
|
وَهلْ يعزِفونَ على العُودِ في جَنَّةِ الخُلْدِ؟ أَحبَبْتَ
|
سامي مَع العودِ في قَعدَةِ "العَينِ".. سامي مَضَى
|
وَهْوَ في مِثلِ عُمرِكَ.. (67).. لا. لا أُطيقُ العَدَدْ
|
وأنتُمْ أبَدْ
|
يضُمُّ الأبَدْ
|
ويَمْحُو الأبَدْ
|
وَأَعلَمُ. سوفَ تَعودونَ. ذاتَ صباحٍ جديدٍ تعودُونَ
|
للدَّار والجار والقدس والشمس. سَوفَ تَعودونَ.
|
حَياً تَعودُ. وَمَيْتاً تَعودُ. وسَوفَ تَعودون. مَا مِن كَفَنْ
|
يَليقُ بِنا غيرَ دَمعَةِ أُمٍّ تبلُّ تُرابَ الوَطَنْ
|
ومَا مِن بِلادٍ تَليقُ بِنا ونَليقُ بِها غير هذي البلادْ
|
ويوم المعادِ قريبٌ كيومِ المعادْ
|
وحُلم المغنّي كِفاحٌ
|
وموتُ المغنّي جهادُ الجِهادْ..
|
*
|
إذاً أنتَ مُرتحلٌ عَن دِيارِ الأحِبَّةِ
|
في زّوْرَقٍ للنجاةِ. على سَطْحِ بحرٍ
|
أُسمّيهِ يا صاحبي أَدْمُعَكْ
|
وَلولا اعتصامي بحبلٍ مِن الله يدنو سريعاً. ولكنْ ببطءٍ..
|
لكُنتُ زَجَرْتُكَ: خُذني مَعَكْ
|
وخُذني مَعَكْ
|
خُذني مَعَكْ..
|
الرامة
|
10 آب 2008
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق