في الكون متّسع لكلّ الناسِ. لا تسألْ بما بدأ الجوابْ !
|
في الكون متّسع لكلّ الناسِ. والاشياءِ. والأسماءِ.
|
للكتبِ القديمةِ والجديدةِ. للموانئ. للمقابر والمصانعِ.
|
للمزارعِ والمطاعم والشوارعِ. للمدارس والحدائق والأغاني
|
للكراسي والمشاجبِ والثيابْ
|
ولحفلةِ الميلاد متّسع. وللتأبين متّسع. وللفوضى.
|
لنار الشّعر. للكيمياءِ. للتفاح والأطفال والأجيالِ.
|
للأديان والأحزاب. للشّرفاتِ. للقطط الأليفةِ.
|
للسياحة. للأرانب والثعالبِ والزواحف "الكلابْ"
|
في الكون متسع لوجه الله والإنسان للحرب المباغتةِ
|
الفظيعة. للحضور وللسلام وللقطيعةِ والغيابْ
|
للحبّ. للتدخين والإقلاعِ عنه. وللجريمة والعقابْ
|
للبنسلين الشّهم. والإيدز الرهيب. وللجياعِ
|
وللطعام. وللظّماءِ وللشرابْ
|
للبحث والتنقيبِ. والإحصاء. والتّعدين. للخطط الجريئةِ.
|
واحتمالِ الشكّ في خطأ يقود الى صوابْ
|
عينِ الصوابْ
|
في الكونِ متّسع لروحِ النار والجلنارِ. للذكرى
|
مع الأفراح والأحزانِ. للتفسير والتأويلِ. للشّغَف المذكّرِ
|
بين تأنيث السنابلِ والزنابقِ في كوابيس التبخّر والتصحّرِ
|
واختبارات السواعد والمعاولِ واليبابْ
|
في الأرض متّسع لما تعظِ المآذن. في ابتهالاتِ النواقيسِ
|
الرصينة. للجسور وللبخورِ وللبروج وللصلاةِ وللقبابْ
|
في الكون متّسع لأهل الكونِ. من صفرٍ الى بيضٍ. ومن حُمْرٍ
|
الى سُمْر وسودْ
|
ولديه متّسع لنا العربِ، اليهودْ
|
ولنا الفرنسيين والألمان والأتراك والإسبان والشيشان
|
والبلغار والرومان والفرس. المغاربة. الصقالبة. الهنودْ
|
ولديه متّسع لكونفوشيوس وبوذا
|
ولديه متّسع لموسى
|
ولديه متّسع لعيسى
|
لمحمّد. ولآلهِ ولصحبهِ. للعلم والإيمان. والكفرانِ والغفرانِ
|
متّسع لمتّسع وضيقْ
|
ولديه متّسع لما يسَعُ العدوّ مع الصديقْ
|
ولديه متّسع لنخترع التحيّة من عباراتِ الشتائم والسّبابْ
|
ونشقّ في الصوّان بابًا. بعدهُ بابٌ.. وبابْ
|
لم يبقَ من حُلم أخير عندنا. إلا وباغتَهُ الضبابْ
|
وصرامة الفولاذِ تعبث بالدماءِ وبالهواجس والترابْ
|
فليقرأ الأميّ والأعمى هوامشَ حزننا الباقي،
|
على يأس الدفاترِ وانكسارات الكتابْ
|
في هيبةِ اليرقات موعظةٌ. وفي نحلٍ بلا عسلٍ. وفي
|
عُري السنابل والمناجل. في الفراء وفي الرياشِ. وفي
|
الحدود وفي الجموحِ. من العقاب الى الثوابْ
|
والتيهُ موعظة الجهاتْ
|
والجوعُ موعظة القليل من البقايا والفُتاتْ
|
والموتُ موعظة الحياةْ
|
والماء موعظةُ السرابْ
|
ويقول وادٍ: انني جبل على ظهري أنامُ. ودونيَ الوادي
|
الذي تدعونه جبلاً. أرى ما لا ترونَ. وأصطفي لي
|
حكمة التاريخِ والجغرافيا.. ولديّ خاتمة الحسابْ !
|
في الكون متّسع لهم
|
في الكون متّسع لنا
|
للشنفرى وابنِ الحسين وبايرون المبعوثِ في لوركا وفيَّ.
|
لأمِّ كلثومٍ وكاروزو وسيناترا وإيديت بياف متّسع
|
لبتهوفن وشعبولا ومادونا ومايكل جاكسون المنثورِ
|
مثلَ قشور بزر ملاعب الفوتبول والكولا. ومتّسع
|
لإنترنت والموبايل. والفرس المطهّمةِ الأصيلة. في
|
سباقِ الخيل والليموزين والهليكوبتر العفريتِ.
|
للشعراء والعلماءِ والأمراء متّسع. وللفقراءِ والفقهاءِ
|
والسفهاء والقنّاصةِ العميان. والأزياء والتحف القديمةِ.
|
والمواليد الجياع الى حليب الأمهاتِ النازفاتِ على الحواجزِ
|
والحدودِ. ولاجتماع طارئ في مجلس الامن المؤجّل
|
باسم تأمين النّصابْ
|
في الكون متّسع لتلويثِ الفضاء. وللنظافةِ والنقاءِ.
|
وللصناعاتِ الثقيلةِ. والسجون. وكلّ ما يُرضي العذابْ
|
ولكلِّ ما يُرضي الطفولهْ
|
ولكلِّ ما يرضي الشبابْ
|
ولكلِّ ما يبقى لإرضاءِ الكهولهْ
|
في الكونِ متّسع لكلِّ الناسِ.
|
لا تسألْ بما بدأ الجوابْ
|
في الكون متّسع لكلِّ الناسِ.
|
هل في الناسِ متّسع لبعض الكونِ؟
|
لم أسألْ بما بدأ الجوابْ !
|
وأريدُ حقن ضلالةِ الكلمات بالمصل الصوابْ
|
عينِ الصوابْ
|
تعبتْ حمامةُ نُوحنا الأزليِّ. فاحمِلْ غصنَ زيتونٍ جديدًا،
|
قبلَ طوفانٍ جديدٍ،
|
وانطلقْ فينا. وبشّر بالسلامِ على الخليقةِ.. يا غُرابْ !
|
عينُ الصوابْ
|
عينُ الصوابْ
|
عينُ الصوابْ ! !
|
(الرامة)
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق