قولوا
|
من يعطي هذا الوقت الواقف صوته
|
قولوا
|
من يأخذ عن هذا الغصن الطالع موته ؟
|
من منكم يا أبناء النوم الساطع يخرج من دائرة الصوم
|
ويرج حياد الماء علانية ويفارق صمته ؟
|
أنتم يا رئة الله المائلة اللون
|
يا زمن الحلم الراجع خلف رماد الكون
|
هل يعرف هذا الحجر الجالس ما بين الكتفين
|
حدود الحلم الأول ؟
|
يا حجر الماء الأول
|
سأقول الليلة حملي الآخر
|
يا أبناء الحلم الأول
|
يا منشغلين بغزل قميص الحلم الأول
|
فضوا سيرة أبنائي
|
ودعوا صوتي المكسور يقول :
|
هذا الوقت المصلوب على صدري وقت مجنون
|
وأنا منتشر كالعطر الأخرس من خمس سنين
|
وقت جامح
|
غطوه بصبر الحلم الأول
|
وانفتح الجرح الأول
|
تساقط أغصان الشمس على الماء
|
وترسل أوراق الليل نشيج الأسماء
|
يترجل حبر الرغبة في الصوت الصارخ
|
ويكاد الرمل الأصفر يذبحني
|
وأنا منتصب كحروف النفي
|
قدمي الأولى في قبر الحلم الأول
|
قدمي الأخرى في وطني
|
ويكاد الرمل الأصفر يذبحني
|
قولوا
|
من منكم لا يلمح صورته في قاع الكأس
|
من منكم لا يتذكر تاريخ ولادته
|
وطول أصابعه
|
وملامحه منذ الصحوة حتى الرأس
|
في كل خيوط الثوب أراه يلوح لي جرحاً
|
وأراه ملوحة هذا الكون المائل
|
أنتم يا أبناء الحلم الأول خلف الباب
|
وأنا في حلمي الآخر منذور دون جواب
|
وأنا السائل
|
إن كان النوم ، الراحة ، حبل السرة
|
أطراف الفعل البارد ، غفلتكم
|
وتراث الميلاد ، وطعم الله
|
إن كنتم منسجمين معاً
|
إن كان المجلس ، والصحف الصفراء ، ونهر العمال
|
يصبون الأحلام معاً
|
إن كنتم مقتنعين بأن الشمس غداً
|
تشرق باسم القانون
|
إن كانت أقدام الطفل تضيع بأحذية السلطان
|
وأن الطلقة ضائعة مازالت تبحث عن عنوان
|
إن كنتم منسجمين معاً في نوم الحلم الأول
|
والنوم صلاة الزمن الواقف
|
لا تنتبهوا
|
سيجيء زمان الصحوة يا أبناء وحيد القرن
|
يا قوماً إن ماتوا انتبهوا
|
هذي الليلة أولها غيم أسود
|
آخرها مطر أخضر
|
هذي خاتمة البدء ونحن القطرات الأولى
|
فليمسح كل منكم قطرات الدم عن الياقات
|
وليدفن موتاكم موتاهم
|
في ظل سلام الليل الوطني
|
حين خرجت جريحاً من كهف الحلم الأول
|
عانقني الرمل الأصفر بالحب الغائص في الحقد
|
بالحب الطفل المقتول على مائدة الإفطار
|
يا أصحابي المرتاحين على تابوت الثوار
|
مابين حدود حناجركم وخناجركم قوس مكسور
|
من أعطاكم لغة تمشي في لهب الماء
|
من وحدكم في قنبلة عند الأعداء
|
من حولكم يا أصحابي رملاً أصفر
|
لا تلتفتوا خلف سرير الراحة
|
حين تعود الشهوة للأسرار الأخرى
|
ينفجر الوقت المنتظر الآن على طرف الفعل
|
قوم إن ماتوا انتبهوا
|
لا تنتبهوا حتى الموت
|
هل أسمع خطو الخشب المخلص في التابوت
|
هل تحمل شرفة أطفالي دمع الأحجار المرخية
|
فوق النار
|
يا أصحابي
|
حين تركت الكهف الحلم الأول في صدري
|
سيف السلطان
|
وفي إيقاع الشعر هدير الرايات التعبى
|
وطن يبكي
|
موسيقى النعش وحقد الخيبة
|
والأطفال المولودون قبيل الموت
|
وطير الغابات المحروقة لا ينقذه غير الفعل
|
يا أصحابي
|
يا من كانوا
|
يا من بكت الأيام علينا في حضرتهم
|
حين يغوص الثائر في خطأ الأحلام الأولى
|
تمشي الأحلام ويبقى الثائر مقتولاً
|
يا أصحابي
|
يا من كانوا
|
يا من حولهم حقد الحب النائم
|
سيفاً آخر في ظهري
|
يا أصحاب الراحة فوق توابيت الثوار
|
هل أسألكم
|
من ينقل هذا الوقت الواقف عبر الدم
|
من يعرف - يا أبناء اللغة الملعونة -
|
حجم الهم ؟
|
قولوا يا منشغلين بصقل مكاتبكم بأنين الشعب
|
من يدفع أيديكم بالسيف الآخر في الظهر
|
من أية أرض تأتي رايات اللعبة
|
هل تجرأ يا قنديل الرعب
|
هذي شرطة والينا حاضرة مثل الوقت
|
هذي كل جواسيس السلطان الأول صاغية
|
تلعق من عمر الأطفال
|
تسمح أو لا تسمح بالتحريض على اللعب
|
تسمح أو لا تسمح بالضحك على القانون
|
من يضحك في السر يموت
|
فلنملأ قاعة هذا الليل الباكي بالضحكات
|
ولنسرق فرحتنا الأخرى بين الأحزان
|
فليتعلم أصحابي
|
أو من كانوا
|
أن الكلمات الملعونة جرح في حلم الإنسان
|
لكن الفعل دواء لا يخطئ
|
إن كنتم منسجمين معاً
|
فالفعل دواء لا يخطئ
|
قولوا
|
من منكم يا أبناء وحيد القرن
|
من يعطي هذا الوقت الواقف لونه
|
أسألكم
|
من يعطي هذا الشعر الصارخ في البرية وزنه ؟
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق