بابا بابا
|
ينساب صوتك في الظلام إليّ كالمطر الغضير
|
ينساب من خلل النعاس و أنت ترقد في السرير
|
من أي رؤيا جاء ؟ أي سماوة ؟ أي انطلاق
|
و أظل أسبح في رشاش منه أسبح في عبير
|
فكأن أودية العراق
|
فتحت نوافذ من رؤاك على سهادي كلّ واد
|
وهبته عشتار الأزاهر و الثمار كأنّ روحي
|
في تربة الظلماء حبة حنطة و صداك ماء
|
أعلنت بعثي يا سماء
|
هذا خلودي في الحياة تكنّ معناه الدماء
|
بابا كأنّ يد المسيح
|
فيها كأن جماجم الموتى تبرعم في الضريح
|
تموز عاد بكل سنبلة تعابث كل ريح
|
بابا بابا
|
أنا في قرار بويب أرقد في فراش من رماله
|
من طينه المعطور و الدم من عروقي في زلاله
|
ينثال كي يهب الحياة لكل أعراق النخيل
|
أنا بعل أخطر في الجليل
|
على المياه أنث في الورقات روحي و الثمار
|
و الماء يهمس بالخرير يصل حولي بالمحار
|
و أنا بويب أذوب في فرحي و أرقد في قراري
|
بابا بابا
|
يا سلم الأنغام أيّة رغبة هي في قرارك
|
سيزيف يرفعها فتسقط للحضيض مع انهيارك
|
يا سلم الدم و الزمان من المياه إلى السماء
|
غيلان يصعد فيه نحوي من تراب أبي و جدي
|
و يداه تلتمسان ثم يدي و تحتضنان خدّي
|
فأرى ابتدائي في انتهائي
|
بابا بابا
|
جيكور من شفتيك تولد من دمائك في دمائي
|
فتحيل أعمدة المدينة
|
أشجار توت في الربيع و من شوارعها الحزينة
|
تتفجر الأنهار أسمع من شوارعها الحزينة
|
ورق البراعم و هو يكبر أو يمص ندى الصباح
|
و النسغ في الشجرات يهمس و السنابل في الرياح
|
تعد الرّحى بطعامهنّ
|
كأنّ أوردة السماء
|
تتنفّس الدم في عروقي و الكواكب في دمائي
|
يا ظلي الممتد حين أموت يا ميلاد عمري من جديد
|
الأرض ( يا قفصا من الدم و الأظافر و الحديد
|
حيث المسيح يظل ليس يموت أو يحيا كظلّ
|
كيد بلا عصب كهيكل ميت كضحى الجليد
|
النور و الظلماء فيه متاهتان بلا حدود
|
عشتار فيها دون بعل
|
و الموت يركض في شوارعها و يهتف يا نيام
|
هبوا فقد ولد الظلام
|
و أنا المسيح أنا السلام
|
و النار تصرخ يا ورود تفتحي ولد الربيع
|
و أنا الفرات و يا شموع
|
رشي ضريح البعل بالدم و الهباب و بالشحوب
|
و الشمس تعول في الدروب
|
بردانة أنا و السماء تنوء بالسحب الجليد
|
بابا بابا
|
من أيّ شمس جاء دفؤك أي نجم في السماء
|
ينسلّ للقفص الحديد فيورق الغد في دمائي ؟
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق