حيوا المقامَ وحيوا ساكنَ الدارِ | ما كدتَ تعرفُ إلاَّ بعدَ إنكارِ |
إذا تَقَاَدمَ عَهْدُ الحَيّ هَيّجَني | خيالُ طيبة ِ الأردانِ معطارِ |
لا يأمننَّ قوبٌّ نقضَ مرتهِ | إني أرى الدهرَ ذا نقضٍ وإمرارِ |
قَد أَطلُبُ الحاجَةَ القُصوى فَأَدرِكُها | وَلَستُ لِلجارَةِ الدُنيا بِزَوّارِ |
إلاَّ بغرٍّ منَ الشيزى مكللة ٍ | يجري السديفُ عليها المربعُ الواري |
إذا أقُولُ ترَكْتُ الجَهْلَ هَيّجَني | رَسْمٌ بذي البَيْضِ أوْ رَسْمٌ بدُوّارِ |
تمسي الرياحُ بهِ حنانة ً عجلاً | سَوْفَ الرّوَائِمِ بَوّاً بَينَ أظْآرِ |
هَلْ بالنّقيعَة ِ ذاتِ السِّدْرِ من أحدٍ | أوْ منبتِ الشيحِ منْ روضاتِ أعيارِ |
سقيتِ منْ سبلِ الجوزاءِ غادية ً | وَكُلَّ وَاكِفَهِ السَّعْدَينِ مِدْرَارِ |
قدْ كدتُ أنَّ فراقَ الحيَّ يشفعني | أنسى عزاي وأبدى اليومَ أسراري |
لولا الحياءُ لهاجَ الشوقَ مختشعٌ | مثلُ الحمامة ِ منْ مستوقدِ النارِ |
لمّا رَمَتْني بِعَينِ الرّيمِ فَاقْتَتَلَتْ | قلبي رميتُ بعينِ الأجدلِ الضاري |
مِلء العُيُونِ جَمالاً ثمّ يُونِقُني | لَحْنٌ لَبيثٌ وَصَوْتٌ غَيرُ خَوّارِ |
قَوْمي تَمِيمٌ هُمُ القَوْمُ الذينَ هُمُ | ينفونَ تغلبَ عنْ بحبوحة ِ الدار |
النّازِلونَ الحِمَى لمْ يُرْعَ قَبلَهُمُ؛ | وَالمانِعُونَ بِلا حِلْفٍ وَلا جَارِ |
ساقتكَ خيلي منَ الأشرافِ معلمة ً | حتى نزَلْتَ جَحيشاً غَيرَ مُختارِ |
لنْ تستطيعَ إذا ما خندفٌ خطرتْ | شُمَّ الجِبَالِ وَلُجَّ المُزْبِدِ الجَارِي |
تَرْمي خُزَيْمَة ُ مَنْ أرْمي وَيَغضَبُ لي | أبناءُ مرٍّ بنو عراءَ مذكارِ |
إنّ الذينَ اجْتَنَوْا مَجداً وَمَكْرُمَة ً | تِلْكُمْ قُرَيْشِيَ وَالأنصَارُ أنصَارِي |
و الحيُّ قيسٌ بأعلى المجدِ منزلة ً | فاستكرموا منْ فروعٍ زندها وارى |
قَوْمي فأصْلُهُمُ أصْلي، وَفَرْعُهُمُ | فَرْعي وَعَقدُهُم عَقدي وَإمَرارِي |
منا فوارسُ ذي بهدى وذي نجبٍ | و المعلمونَ صباحاً يومَ ذي قارِ |
مسترعفينَ بجزءٍ في أوائلهمْ | وَقَعْنَبٍ، وَحُمَاة ٍ غيرِ أغْمَارِ |
قدْ غلَّ في الغلِ بسطاماً فوارسنا | وَاستَوْدَعُوا نَعْمَة ً في آلِ حَجّارِ |
ما أوْقَدَ النّاسُ من نِيرَانِ مَكْرُمَة ٍ | إلاَّ اصطلينا وكنا موقدي النارِ |
إنّا لَنَبْلُو سُيُوفاً غَيرَ مُحدَثَة ٍ، | في كلَّ معتقدِ التاجينِ جبارِ |
إنّي لَسَبّاقُ غَايَاتٍ أفُوز بهَا | إذاً أطيلُ لها شغلي وإضماري |
يا خزرَ تغلبَ إني قدء وسمتكمُ | يا خزرَ تغلبَ وسوماً ذاتَ أحبارِ |
لا تَفْخَرُنّ، فإنّ الله أنّزَلَكُمْ، | يا خزرَ تغلبَ دارَ الذلَّ والعارِ |
ما فيكمُ حكمٌ ترضى حكومتهُ | للمُسْلِمِينَ وَلا مُستَشهَدٌ شَارِي |
قومٌ إذا حاولوا حجاً لبيعهمْ | صروا الفلوسَ وحجوا غيرَ أبرارِ |
جئني بمثلِ بني بدرٍ لقومهمُ | أوْ مِثْلِ أُسرَة ِ مَنظُورِ بنِ سَيّارِ |
أوْ مِثْلِ آلِ زُهَيرٍ وَالقَنَا قِصَدٌ، | وَالخَيْلُ في رَهَجٍ مِنهَا وَإعْصَارِ |
أوْ عامِرِ بنِ طُفَيْلٍ في مُركَّبِهِ؛ | أوْ حارِثٍ يَوْمَ نادى القَوْمُ: يا حارِ |
أوْ فارسٍ كشريحٍ يومَ نحملهُ | نَهْدُ المَرَاكِلِ يَحمي عَوْرَة َ الجارِ |
أوْ آلِ شَمخٍ، وَهل في النّاسِ مثلُهمُ | للمتعفينَ ولاطلابِ أوتارِ |
نَبّأتَ أنّكَ بِالخابُورِ مُمْتَنِعٌ، | ثمَّ انفرجتَ انفراجاً بعدَ إقرارِ |
قدْ كانَ دوني منَ النيرانِ مقتبسٌ | أخزيتَ قومكَ واستشعلتَ من ناري |
لم تدرِ أمكَ ما الحكمُ الذي حكمتُ | إذ مَسّها سَكرٌ مِنْ دَنّها الضّارِي
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق