تعبر أمثالنا الشعبية عن معرفة الناس بالبيئة الحيوية
المحيطة معرفة دقيقة حتى صارت مفرداتها مضرب تلك الأمثال. ومن ذلك النمل الذي يعرف
الناس منه أنوعا مختلف الحجوم والألوان. وهم يطلقون على الصغار منه البني (الذر)
والمفرد (ذرة)، والمتوسط الحجم الأسود اللون يسمى (النمل) وأما الكبير الذي منه
الأسود ومنه البني المختلط بالسواد فذلك يسمى (القعر) [بفتح العين] والواحد
(قعرة). ولما كان النمل يعيش في مجتمعات لوحظت كثرته فقالوا في المثل (أكثر من
النمل). وتتصف النملة بحاسة شم قوية؛ ولذلك قالوا في المثل القوي الشم (أنشى من
الذرة) أي هو أشد نشوة وشما منها. ولذلك تعتمد النملة في سيرها على استنشاء الرائحة
فهي تهتدي بها، ويتابع بعضها بعضا على خط علامته
الرائحة؛ لذا قالوا (ذرة تتبع الدسم). ولما كان الذر أصغر النمل ضرب به المثل في الضآلة وضرب بمن لا يترفع عن شيء بقولهم (يحلب الذر). وعلى الرغم من حرص الذرة وقلة ما تحتاج فإن مؤونة الأولاد مكلفة حتى قالوا في المثل (ما تشبع ذرة لها عيال)، وكل ما تجمعه النمل إنما يكون بمقادير صغيرة وبطول أمد وبذا يضرب المثل لما كان جمعه كذلك قالو (حلال نملة) أي ملك نملة. والمسائل نسبية فمال النملة الذي تجمعه في سنة لن يكون شيئا عند كائن كبير كالجمل وهذه أحوال الناس أيضا منهم من ماله الذي جمعه في سنين لا يوازي شيئا يذكر عند غيره وربما ضيع في لحظات قالوا في الأمثال (تجمع النمل وياكل الجمل). والنمل له عضات مؤلمة ومؤذية لا يصبر عليها إلا الصبور؛ ولذلك قالوا عنه (يبرك على النمال). ويضرب لشدة التعذيب الحقيقي أو المعنوي قولهم (ذبحه على بيت نملة) إذ النمل مما يوصف بأنها من منظفات البيئة فهي تستأصل الحيوان وتنتفه إلى أجزاء صغيرة. ويتصف النمل بالصبر والإصرار فالقعرة من كبار النمل لا تستجيب للطرد متى اعترضت طريقها بل تصر عليه وتمضي إلى فضلات الطعام دون تردد أو كراهة فضرب بها المثل لمن لدنيء النفس، فقالوا (نفس قعره). ولذلك تراهم يكرهون النمل وينصحون بحماية الطعام منها والخوف من أكلها بطعامهم. وبلغت كراهيتهم الذر أن توهموا أنه يسبب العقم أو قطع الذرية، فقالوا (الذر يقطع الذر) والذر الثانية بكسر الذال. وكل أصناف الحيوان والنبات كان موضع خبرتهم المسجلة في أمثالهم.
الرائحة؛ لذا قالوا (ذرة تتبع الدسم). ولما كان الذر أصغر النمل ضرب به المثل في الضآلة وضرب بمن لا يترفع عن شيء بقولهم (يحلب الذر). وعلى الرغم من حرص الذرة وقلة ما تحتاج فإن مؤونة الأولاد مكلفة حتى قالوا في المثل (ما تشبع ذرة لها عيال)، وكل ما تجمعه النمل إنما يكون بمقادير صغيرة وبطول أمد وبذا يضرب المثل لما كان جمعه كذلك قالو (حلال نملة) أي ملك نملة. والمسائل نسبية فمال النملة الذي تجمعه في سنة لن يكون شيئا عند كائن كبير كالجمل وهذه أحوال الناس أيضا منهم من ماله الذي جمعه في سنين لا يوازي شيئا يذكر عند غيره وربما ضيع في لحظات قالوا في الأمثال (تجمع النمل وياكل الجمل). والنمل له عضات مؤلمة ومؤذية لا يصبر عليها إلا الصبور؛ ولذلك قالوا عنه (يبرك على النمال). ويضرب لشدة التعذيب الحقيقي أو المعنوي قولهم (ذبحه على بيت نملة) إذ النمل مما يوصف بأنها من منظفات البيئة فهي تستأصل الحيوان وتنتفه إلى أجزاء صغيرة. ويتصف النمل بالصبر والإصرار فالقعرة من كبار النمل لا تستجيب للطرد متى اعترضت طريقها بل تصر عليه وتمضي إلى فضلات الطعام دون تردد أو كراهة فضرب بها المثل لمن لدنيء النفس، فقالوا (نفس قعره). ولذلك تراهم يكرهون النمل وينصحون بحماية الطعام منها والخوف من أكلها بطعامهم. وبلغت كراهيتهم الذر أن توهموا أنه يسبب العقم أو قطع الذرية، فقالوا (الذر يقطع الذر) والذر الثانية بكسر الذال. وكل أصناف الحيوان والنبات كان موضع خبرتهم المسجلة في أمثالهم.