الســرطان
|
((إلى قابين و هابيل العصر اللذين
|
لم يصرع بعد، أحدهم الآخر !؟؟))
|
_1_
|
شواهد الرخام
|
تجثمُ في الطين، تغطي الشاطئَ المديد
|
و لم تزل سفائن العبيد
|
مُثقَلةً بالنارِ، بالسموم، بالحديد
|
تَمخرُ بحر الدمع و الصديد
|
و خلفها مدائن الموتى
|
و الصمتُ، و الخراب، و الدخان
|
و في مغاور المدى الدفينِ في الظلام
|
يَعوِي مخاضُ الرعب و القَتامْ
|
و السرطان يُطفئُ الشمس و يستفيق
|
يشبّ من شهوتِه حريق
|
متى تزلزل الوجود صرخة اللئام؟
|
إلى الأمام.. إلى الأمام !!..
|
_2_
|
من ألفِ ألفِ عام
|
لا يَنْشفُ السكينُ.. و الجراحُ لا تنام
|
حمائمُ القماش في الفضاء
|
مطلقة بالمعدنِ الممسوخِ.. بالرياء
|
و خلف بيرق السلام
|
تَغلي صنابيرُ الدماء
|
و يرجف التراب في الأعماق
|
و يَهْلَعُ الاسفنجُ في القيِعان
|
و الرعب يُقلِقُ النجوم
|
و السرطان يطفئُ الشمس و يستفيق
|
ينتظر الدم المراق
|
و فُضلة الجذورِ و العظام
|
من ألف ألف عام
|
_3_
|
مفترق الطريقِ
|
من أين يا قوافلَ الرقيق ؟
|
في أي شعْبٍ تزحفين ؟
|
لأي أُفْق ترحلين ؟
|
تمهلوا يا حاملي الصخور
|
تمهلوا.. مفترق الطريق
|
و البحر من ورائكم يموجُ
|
و العدو من أمامكم يموج
|
و الشواظ.. و الحريق
|
يُفَزِّع الغِلال و المروج
|
و الصخرُ في الأغوار
|
يضخمُ.. يعلو.. ينذرُ الخليج
|
و خلفكم، يا ضائعون، ماتت الشطآن
|
و لم يعد مكان
|
تُغرَسُ في جراحه شواهد الرخام
|
خلفكمو لم يبق غير البومِ و الديدانِ و الغربان
|
و الرّعبِ، و الأوباءِ، و الظلام
|
و القيظِ، و الصدى، و الازدحام
|
و خطوة المصير في مفترق الطريق
|
و السرطان !
|
يطفئ الشمس و يستفيق !!
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق