نازلا نازلا من صحارى السماء
|
من عصور جليديّة من قبور
|
نام فيها الهواء
|
أيها الثلج يا حشرجات الدهور
|
و انتحاب المساكين في كل كهف يغور
|
في جبال السنين
|
كن لهيبا على أوجه العابرين
|
قنّع الخوف فيها بلون الرجاء
|
**
|
أيّها الثلج رحماك إني غريب
|
في بلاد من البرد و الجوع سكرى
|
إن لي منزلا في العراق الحبيب
|
صبيتي فيه تعلك صخرا
|
آه لولاك يا داء ما عفت داري
|
ما تركت الزهور التي فتحت في جداري
|
و العصافير في ركن بيتي لهن اختصام
|
مر يوم فشهر فعام
|
**
|
و الزمان ارتماء بدون انتهاء
|
تزفر الأرض عنه و تبكي السماء
|
رب هل لي إلى منزلي من رجوع
|
كم أمد الذراع و أهدم سقف الضلوع
|
لا أمسّ المدى أو أصيب الزمانا
|
فهو شيء على الروح يسعى هباء و ظلمة
|
ليت عصر النبوّات لم يطو حلمه
|
وشت المعجزات الحواشي فكانت و كنا
|
**
|
ليتني العازر انفضّ عنه الحمام
|
يسلك الدرب عند الغروب
|
يتمهّل لا يقرع الباب من ذا يؤوب
|
من سراديب للموت عبر الظلام
|
لن تصدّق أنّي ستهوي يداها
|
عن رتاج و تصفرّ لي وجنتاها
|
ثم تركض مذعورة تشدّ بخيط الدروب
|
نحو قبري و تطويه حتى تمسّ الضريح الحطام
|
**
|
إيه إقبال لا تيأسي من رجوعي
|
هاتفا قبل أن أقرع الباب عادا
|
عازر من بلاد الدجى و الدموع
|
قبليني على جبهة صكّها الموت صكّا أليما
|
حدّقي في عيون شهدن الردى و المعادا
|
عدت لن أبرح الدار حتى لو أنّ النجوما
|
دحرجت سلّما من ضياء و قالت
|
تخطّ السديما
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق