يا نهر عاد إليك بعد شتاته | صب يفيض الشوق من زفراته |
حيران يرمق ضفتيك بلوعة | فيكاد يصرع شوقه عبراته |
كم رافقتك فآنستك خطاه في | غدواته للحب أو روحاته |
أفأنت تذكره وتحفظ عهده | أم قد نسيت عهوده وسماته |
قد أنكرته فتاته وتبعتها | وهو الذي يفديكما بحياته |
ليود من شغف بمائك لو غدا | ظلا يداعب فيه جنياته |
متعلقا بشراع كل سفينة | ليجاذب الملاح أغنياته |
وتلوذ أنوار النجوم بصدره | وتراقص الأمواج من ضحكاته |
يا نهر أين مضى الزمان بأنسه | والمترع المعسول من كاساته |
وهل اهتدى الزمن الحقود فغال ما | قد أودع المفؤود في خلواته |
قبلاته في ضفتيك صريعة | أفهل حفظت له صدى قبلاته |
أمواجك اللائي شهدن غرامه | وسمعن لوعته وبث شكاته |
عبثت بهن من الليالي غدرة | وأضاعهن الجزر في سفراته |
والدوح أسلم للبلى ورقاته | وثمالة القبلات في ورقاته |
والريح أسامها انتظار إيابه | وأملها ترديد أغنياته |
فرمت لطول عيائها مزماره | وعفا بمسمعها صدى نغماته |
يا ساقي الشجرات ما لك لا ترى | إلا كئيبا لج في حسراته |
وتطوف ما بين الرياض أباحثا | عن غائب حجب البعاد سماته |
ما للروابي أرمتك شكاتها | والمرج ألقى فيك شباباته |
فسل الربى عن نورها وزهورها | والمرج عن شعرائه ورعاته |
ذهبوا فما في الروض إلا نائح | متفرد بدموعه وأذاته |
حلو الخرير ملاذ كل معذب | ظمئ الفؤاد وأنت بعض سقاته
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق