ومن الجنوب إلى الخليج
|
يأتي على ريح الجنوب
|
نسر كبير
|
من خلف جدران الليالي الحالكات
|
من الجنوب
|
يأتي يرفرف فوق مئذنة البلاد
|
نسر كبير
|
ويقول قد مات الغروب
|
والفجر يخلق في شواطئنا الحياة
|
بعد السنين الباليات
|
من فوق مئذنة البلاد
|
من الجنوب
|
صوت على نغماته ضحكت وهاد
|
كسرت قيود
|
فوق الصخور القاسيات بلا حدود
|
ها قد سمعنا صوت قرقعة القيود
|
مكسورة صوب الجنوب
|
والشمس تشرق في الصباح وفي المساء
|
الشمس تشرق لا تميل إلى الغروب
|
يكفي غروب
|
يكفي ظلاما فوق نهر من دماء
|
الشمس تشرق حينما تلد النساء
|
فجرا جديدا
|
داخل الكهف الذي كسر الصخور
|
نسر كبير
|
من فوق مئذنة البلاد
|
يشدو بأغنية الخلود
|
بلا قيود
|
كالنور حين يثور نار
|
يأتي على ريح الجنوب
|
من الجنوب
|
حيث العيون العاشقات سنى النهار
|
حيث انهيار الليل والدم والجدار.
|
يا نسر رفرف فوق صحراء القلوب
|
ضمخ شوارعنا بأزهار الجنوب
|
أنثر طيوبا في جناحك
|
فالعصافير الصغار
|
في بيتنا الواهي الصغير
|
تبغي دماء النار والقبل الكبار
|
فطيورنا مطر الشتاء أذاقها برد الطريق
|
على الطريق
|
تعيش شوق الانتظار
|
ومن الجنوب يأتي على ريح الجنوب
|
نسر كبير
|
يقول أن لا تتركوا حب التراب
|
ويقول إن حقيقة الإنسان تحيا في التراب
|
فدعوا السكوت.
|
ومن التراب إلى التراب
|
نسر كبير
|
يقول قد مات الغروب
|
طار الجراد عن الجنوب
|
يا دورة الحجر الكبير على القلوب
|
يا نجمة بيضاء في الثوب الممزق كالشراع
|
حيث الرياح تهب إعصارا كبيرا.
|
انه نفس الصراع
|
فوق الخليج.
|
وتحط أرتال الجراد
|
ومن البلاد إلى البلاد
|
تأتي الرياح من الجنوب
|
لتحط في عين الخليج
|
على القلوب
|
واحمل سلام الأهل يا ريح الجنوب
|
إلى الرجال
|
والى النساء الصانعات دم المحال
|
بلغ سلام المجهدين التاعسين
|
للساهرات من العيون
|
على الحدود
|
الصابغات دم الشهيد على الخدود
|
إياك أن تنسى السلام
|
قل للجباه السمر أن تهدي السلام.
|
قل للتراب
|
بأن في شط الخليج
|
رملا يتوق إلى الحياة
|
وعيون أطفال تعيش بلا جباة
|
ولسوف يرتاد الجميع ذرى الجبال
|
بلغ سلاما للرجال
|
واصرخ بهم :
|
نسر جديد سيهب من عين الخليج
|
نسر كبير ومن الخليج إلى الجنوب
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق