ابحث عن شاعر او قصيدة اوقصة

قصيدة : الذكرى..للشاعر بدر شاكر السياب



أطللت من نافذة الذكرياتعلى رياض القدم الحالمات
و لي زمان عرضت لي بهأجمل حلم أبدعته الحياة
أركض في أمحائها لاهيامع الفراشات بمس النبات
وأسهر الليلة مع جدولمرتعش للنسم الفاترات
يا لهفي إن وراء الربىصوتا دعاني هو صوت الرعاة
و كيف آتيك جنان الهوىيوما ودوني حجب مانعات
دعا صباباتي لضفاتهغدير ذكرى مائج الأمنيات
حدقت في أمواجه ساعةمستطلعا أغواره المبهمات
أرى ظلال السحب تقبيلهمرت على جبهته في أناة
و السحب هل أنكرتها إنهاكانت نهيرا شاعري اللهاة
ملء فروع الدوح ألحانهسكرى على قرع كؤوس الحصاو
نمنا على أعشاب ضفاتهمختلسين القبل المسكرات
نحو الغدير العذب مدت يديتلمس فيه السحب العائمات
فانفجرت منها فقاعاتهفي إثر أتراب لها سابقات
إني سمعت الحور في همسةمسحورة أصداؤها عاتبات
تلك عقود الحور بعثرتهافهل أتتك المتع الذاهبات
و صرخة الأطفال من غورهيا أيها القاسي فجرت الكرات
ودوحة الذكرى تسلقتهامجتذبا أغصانها المزهرات
مستقصيا ما بينها فجوةتمر منها النسم الهائمات
أبصرت منها ذكريات الصباعلى نجيل المرج مستلقيات
و البحر يسعى دونها زافرافالموج آهات حطمن الصفاة
يا مرج هل تذكرني راعياأعبد فيك الله و الراعيات
و البحر ما كان سوى جدولينير في الليل سبيل الرعاة
فما دهاه اليوم حتى غداملحا أجاجا بعد عذب فرات
أحقبة نضجر من طولهاو إنها طرفة عين الحياة
قالت الدوحة لا تبتئسستهبط المرج ففيم الشاكاة
هاك جناحين فطر وائتهو استوح فيه المتع الطارئات
و قدمت بين دموع الندىفرعين من أغصانها المورقات
غنى الخريف الغاب ألحانهفانتثرت أوراقه راقصات
وقبل أن أدرك ما أبتغيذوي جناحاي مع الذاويات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق