ما تعيفُ اليومَ في الطّيرِ الرَّوحْ، | منْ غرابِ البينِ أوْ تيسٍ برحْ |
جالساً في نفرٍ قدْ يئسوا | مِنْ مُحيلِ القِدّ من صَحبِ قُزَحْ |
عندَ ذي ملكٍ، إذا قيلَ لهُ: | فَادِ بالمَالِ، تَرَاخَى وَمَزَحْ |
فَلئِنْ رَبُّكَ مِنْ رَحْمَتِهِ | كَشَفَ الضّيقَة َ عَنّا، وَفَسَحْ |
أو لئنْ كنّا كقومٍ هلكوا، | مَا لَحّيٍ يا لَقَوْمي مِنْ فَلَحْ |
ليعودنْ لمعدٍّ عكرها، | دلجُ اللّيلِ وتأخاذُ المنحْ |
إنّمَا نَحْنُ كَشَيْءٍ فَاسِدٍ، | فَإذا أصْلَحَهُ الله صَلَحْ |
كَمْ رَأيْنَا مِنْ أُنَاسٍ هَلَكُوا | وَرَأيْنَا المَرْءَ عَمْراً بِطَلَحْ |
آفقاً يجبى إليهِ خرجهُ، | كلَّ ما بينَ عمانٍ فملحْ |
وَهِرَقْلاً، يَوْمَ سَاآتِيدَمَى ، | من بني بُرْجانَ في البأسِ رَجَحْ |
وَرِثَ السّؤدَدَ عَنْ آبَائِهِ، | وغزا فيهمْ غلاماً ما نكحْ |
صَبّحُوا فارِسَ في رَأدِ الضّحَى ، | بطحونٍ فخمة ٍ ذاتِ صبحْ |
ثمّ ما كاؤوا، ولكنْ قدّموا | كَبْشَ غارَاتٍ، إذا لاقَى نَطَحْ |
فَتَفَانَوْا بِضِرَابٍ صَائِبٍ، | مَلأ الأرْضَ نَجِيعاً، فَسَفَحْ |
مثلَ ما لاقوا منَ الموتِ ضحى ً | هَرَبَ الهَارِبُ مِنهُمْ وَامتضَحْ |
أمْ عَلى العِهْدِ، فَعِلْمي أنّهُ | خيرُ منْ روحَ مالاً وسرحْ |
وإذا حملَ عبئناً بعضهمْ، | فاشتكى الأوصالَ منهُ وأنحْ |
كانَ ذا الطّاقة ِ بالثقلِ، إذا | ضنّ مولى المرءِ عنهُ وصفحْ |
وَهُوَ الدّافِعُ عَنْ ذِي كُرْبَة ٍ | أيْدِيَ القَوْمِ إذا الجَاني اجْتَرَحْ |
تَشْتَرِي الحَمْدَ بِأغْلَى بَيْعِهِ، | واشتراءُ الحمدِ أدنى للرَّبحْ |
تبتي المجدَ وتجتازُ النُّهى ، | وَتُرَى نَارُكَ مِنْ نَاءٍ طَرَحْ |
أوْ كما قالوا سقيمٌ، فلئنْ | نَفَضَ الأسْقَامَ عَنهُ وَاستَصَحّ |
ليعيدنْ لمعدٍّ عكرها، | دلجَ اللّيل، وإكفاءَ المنحْ |
فَثَدَاهُ رَيَمَانُ خُفِّهَا | هرَّ كلبُ النّاسِ فيها ونبحْ |
ولهُ المقدمُ في الحربِ، إذا | سَاعَة ُ الشِّدْقِ عنِ النّابِ كَلَحْ |
أيُّ نارِ الحربِ لا أوقدها | حَطَباً جَزْلاً، فَأوْرَى وَقَدَحْ |
ولقدْ أجذمُ حبلي عامداً، | بعفرناة ٍ، إذا الآلُ مصحْ |
تَقْطَعُ الخَرْقَ إذا ما هَجّرَتْ | بِهِبَابٍ وَإرَانٍ وَمَرَحْ |
ونولّي الأرضَ خفاً مجمراً، | فإذا ما صادفَ المروَ رضحْ |
|
|
وشمولٍ تحسبُ العينُ، إذا | صفّقتْ، وردتها نورَ الذُّبحْ |
مثلُ ذكي المسكِ ذاكٍ ريحها، | صبَّها السّاقي، إذا قيلَ توحّ |
مِثلُ زِقَاقِ التَّجْرِ في بَاطِية ٍ | جَوْنَة ٍ، حَارِيّة ٍ داتِ رَوَحْ |
ذاتِ غَوْرٍ مَا تُبَالي، يَوْمَهَا، | غَرَفَ الإبْرِيقِ مِنْهَا وَالقَدَحْ |
وَإذا مَا الرّاحُ فِيهاَ أزْبَدَتْ، | أفلَ الإزبادُ فيها، وامتصحْ |
وَإذا مَكّوكُهَا صَادَمَة | جَانِبَاهُ كرّ فِيهَا، فَسَبَحْ |
فَتَرَامَتْ بِزُجَاجٍ مُعْمَلِ، | يخلفُ النّزحُ منها مانزحْ |
وِإذا غَاضَتْ رَفَعْنَا زِقّنَا، | طُلُقَ الأوْداجِ فيها فَانْسَفَحْ |
ونسيحُ سيلانَ صوبهِ، | وَهْوَ تَسْيَاحٌ مِنَ الرّاحِ مِسَحْ |
تحسبُ الزّقّ لديها مسنداً، | حبشياً نامَ عمداً، فانبطحْ |
وَلَقَدْ أغْدُو عَلى نَدْمَانِهَا، | وَغَدَا عِنْدِي عَلَيْهَا وَاصْطَبَحْ |
ومغنٍّ كلّما قيلَ لهُ: | أسمعِ الشَّرْبَ، فَغنّى ، فصَدَح |
وَثَنى الكَفَّ عَلى ذِي عَتَبٍ، | يصلُ الصّوتَ بذي زيرٍ أبحْ |
في شَبَابٍ كمَصَابِيحِ الدّجَى ، | ظاهرُ النّعمَة ِ فِيهِمْ، وَالَفَرَحْ |
رُجُحُ الأحلامِ في مَجْلِسِهِمْ، | كُلّمَا كَلْبٌ مِنَ النّاسِ نَبَحْ |
لا يَشِحّونَ عَلى المَال، وَمَا | عُوّدُوا في الحَيّ تَصْرَارَ اللِّقَحْ |
فَتَرَى الشَّرْبَ نَشَاوَى كُلَّهُمْ، | مثلَ ما مدتْ نصاحاتُ الرُّبحْ |
بَينَ مَغْلُوبٍ تَلِيلٍ خَدُّهُ، | وَخَذولِ الرِّجلِ من غَيرِ كَسَعْ |
وَشَغَامِيمَ، جِسَامٍ، بُدَّنٍ، | نَاعِمَاتٍ مِنْ هَوَانٍ لمْ تُلَحْ |
كاتماثيلِ عليها حللٌ، | ما يُوَارِينَ بُطونَ المُكتَشَحْ |
قَدْ تَفَتّقْنَ مِنَ الغُسنِ، إذا | قَامَ ذُو الضُّرّ هُزَالاً وَرَزَحْ |
ذاكَ دهرٌ لأناسٍ قدْ مضوا، | وَلهذا النّاسِ دَهْرٌ قد سَنَحْ |
ولقدْ أمنحُ منْ عاديتهُ، | كُلَّ ما يَحسِمُ مِنْ داءِ الكَشَحْ |
وَقَطَعتُ نَاظِرَيْهِ ظَاهِراً، | لا يكونُ مثلَ لطمٍ وكمحْ |
ذا جبارٍ منضجاً ميسمهُ، | يُذْكِرُ الجارِمَ ما كانِ اجْتَرَحْ |
وترى الأعداءَ حولي شزَّراً، | خاضعي الأعناقِ أمثالَ الوذحْ |
قدْ بنى اللّومُ عليهمْ بيتهُ، | وَفَشَا فِيهِمْ مَعَ اللّؤمِ القَلَحْ |
فَهُمُ سُودٌ، قِصَارٌ سَعْيُهُمْ، | كالخُصَى أشْعَلَ فِيهِنّ المَذَحْ |
يَضرِبُ الأدْنَى إلَيهِمْ وَجْهَهُ، | لا يبالي أيَّ عينيهِ كفحْ |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق