صَحا القَلبُ من ذِكْرَى قُتَيلَة َ بعدما | يَكُونُ لهَا مِثْلَ الأسِيرِ المُكَبَّلِ |
لها قدمٌ ريّا، سباطٌ بنانها، | قدِ اعتَدَلَتْ في حُسنِ خَلقٍ مُبَتَّلِ |
وَسَاقانِ مارَ اللّحمُ مَوْراً عَلَيْهِمَا، | إلى منتهى خلخالها المتصلصلِ |
إذا التمستْ أربيّتاها تساندتْ | لها الكَفُّ في رَابٍ من الخَلقِ مُفضِلِ |
إلى هَدَفٍ فيهِ ارْتِفَاعٌ تَرَى لَهُ | من الحسنِ ظلاًّ فوقَ خلقٍِ مكمَّلِ |
إذا انبطحتْ جافى عن الأرض جنبها، | وَخَوّى بهَا رَابٍ كَهَامة ِ جُنْبُلِ |
إذَا مَا عَلاهَا فَارِسٌ مُتَبَذِّلٌ، | فَنِعْمَ فِرَاشُ الفَارِسِ المُتَبَذِّلِ |
ينوءُ بها بوصٌ، إذا ما تفضلتْ | تَوَعّبَ عَرْض الشّرْعبيّ المُغَيَّلِ |
روادفهُ تثني الرّداءَ تساندتْ | إلى مثلِ دعصِ الرّملة ِ المتهيِّلِ |
نِيَافٌ كَغُصْنِ البَانِ تَرْتَجُّ إنْ مَشتْ | دبيبَ قطا البحطاءِ في كلّ منهلِ |
وَثَدْيَانِ كَالرّمّانَتَينِ، وَجِيدُهَا | كجيدِ غزالٍ غيرَ أنْ لمْ يعطَّلِ |
وَتَضْحكُ عَنْ غُرّ الثّنَايا كَأنّهُ | ذُرَى أُقْحُوَانٍ نَبْتُه لمْ يُفَلَّلِ |
تَلألُؤهَا مِثْلُ اللّجَيْنِ، كَأنّمَا | ترى مقلتيْ رئمٍ ولوْ لمْ تكحّلِ |
سجوّينِ برجاوينِ في حسنِ حاجبٍ، | وَخَدٍّ أسِيلٍ، وَاضِحٍ، مُتَهَلِّلِ |
لها كبدٌ ملساءُ ذاتُ أسرّة ٍ، | وَنَحْرٌ كَفَاثُورِ الصّرِيفِ المُمَثَّلِ |
يجولُ وشاحاها على أخمصيهما، | إذا انْفَتَلَتْ جالاً عَلَيها يُجَلْجِلُ |
فقدْ كملتْ حسناً فلا شيءَ فوقها، | وإني لذو قولٍ بها متنخَّلِ |
وقدْ علمتْ بالغيبِ أني أحبها، | وأنّي لنفسي مالكٌ في تجملِ |
وما كنتُ أشكى قبلَ قتلة َ بالصّبى ، | وقدْ ختلتني بالصبى كلَّ مختلِ |
وَإني إذا مَا قُلْتُ قَوْلاً فَعَلْتُهُ، | ولستُ بمخلافٍ لقولي مبدِّلِ |
تَهَالَكُ حَتى تُبْطِرَ المَرْءَ عَقْلَهُ، | وَتُصْبي الحَليمَ ذا الحِجى بالتّقَتّلِ |
إذا لبستْ شيدارة ً ثمّ أبرقتْ | بمِعْصَمِهَا، وَالشّمْسُ لمّا تَرَجّلِ |
وألوتْ بكفٍّ في سوارٍ يزينها | بنانٌ كهدّابِ الدِّمقسِ المفتَّلِ |
رَأيْتَ الكَرِيمَ ذا الجَلالَة ِ رَانِياً، | وقدْ طارَ قلبُ المستخفّ المعدَّلِ |
فدعها وسلِّ الهمَّ عنكَ بجسرة ٍ | تزيّدُ في فضلِ الزّمامِ وتعتلي |
فأيّة َ أرضٍ لا أتيتُ سراتها، | وَأيّة َ أرْضٍ لمْ أجُبْهَا بمَرْحَلِ |
ويومِ حمامٍ قدْ نزلناهُ نزلة ً، | فَنِعْمَ مُنَاخُ الضّيْفِ وَالمُتَحَوِّلِ |
فَأبْلِغْ بَني عِجْلٍ رَسُولاً وَأنتمُ | ذَوُو نَسَبٍ دانٍ وَمَجْدٍ مُؤثَّلِ |
فنحنُ عقلنا الألفَ عنكم لأهلهِ، | وَنَحنُ وَرَدْنا بالغَبُوقِ المُعَجَّلِ |
وَنَحْنُ رَدَدْنا الفَارِسِيّينَ عَنْوَة ً، | ونحنُ كسرنا فيهمُ رمحَ عبدلِ |
فأيَّ فلاحِ الدّهرِ يرجو سراتنا، | إذا نحنُ فيما نابَ لمْ نتفضّلِ |
وَأيَّ بَلاءِ الصّدْقِ لا قَدْ بَلَوْتُمُ، | فَما فُقِدَتْ كانَتْ بَلِيّة ُ مُبْتَليْ
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق