ابحث عن شاعر او قصيدة اوقصة

قصيدة : غشيتَ لليلى بليلٍ خدورا..للشاعر الأعشى



غشيتَ لليلى بليلٍ خدورا،وَطَالَبْتَها، وَنَذَرْتَ النُّذُورَا
وبانتْ، وقدْ أورثتْ في الفؤادِ صَدْعاً، عَلى نأيِها، مُستَطِيراً
كَصَدْعِ الزّجَاجَة ِ مَا تَسْتَطِيــعُ كفُّ الصَّناعِ لها أنْ تحيرا
مَلِيكِيّة ٌ جَاوَرَتْ بِالحِجَازِ قَوْماً عُداة ً وَأرْضاً شَطِيراَ
بما قدْ تريعُ روضَ القطا،وروضَ التّناصبِ حتى تصيرا
كبردية ِ الغيلِ وسطَ الغريفِ،إذا خالطَ الماءُ منها السّرورا
وَتَفْتَرّ عَنْ مُشْرِقٍ بَارِدٍكشوكِ السّيالِ أسفّ النَّؤوارا
كأنّ جنيّاً منَ الزّنجبيــلِ خالطَ فاها وأرباً مشورا
وإسفنطَ عانة َ بعدَ الرُّقادِ شَكّ الرِّصَافُ إلَيْهَا غَدِيرَا

لَهَا مَلِك كانَ يَخْشَى القِرَافَ،إذا خالطَ الظّنُّ منهُ الضّميرا
إذا نزلَ الحيُّ حلّ الجحيشَشقيّاً غويّاً مبيناً غيورا
يقولُ لعبديهِ حثّا النجا،وَغُضّا مِنَ الطّرْفِ عَنّا وَسِيرَا
فليسَ بمرعٍ على صاحبٍ،وَلَيْسَ بمَانِعِهِ أنْ تَحُورَا
وَلَيْسَ بِمَانِعِهَا بَابَهَا،وَلا مُسْتَطِيعٍ بِهَا أنْ يَطِيرَا
فَبَانَ بِحَسْنَاءَ بَرّاقَة ٍعَلى أنّ في الطّرْفِ مِنها فُتُورَا
مبتلة ِ الخلقِ مثلِ المهاة ِ لمْ تَرَ شَمْساً ولا زَمْهَرِيرَا
وتيردُ بردَ رداءِ العروسِ رَقْرَقْتَ بالصّيْفِ فيهِ العَبِيرَا
وتسخنُ ليلة َ لا يستطيعُنباحاً بها الكلبُ إلاّ هريرا
تَرَى الخَزّ تَلْبَسُهُ ظَاهِراً،وَتُبْطِنُ مِنْ دُونِ ذاكَ الحَرِيرَا
إذَا قَلّدَتْ مِعْصَماً يَارَقَيْــنِ، فُصّلَ بالدّرّ فَصْلاً نَضِيرَا
وَجَلَّ زَبَرْجَدَة ٌ فَوْقَهُ،وياقوتة ٌ خلتَ شيئاً نكيرا
فألوتْ بهِ طارَ منكَ الفؤادُ،وألفيتَ حيرانَ أوْ مستحيرا
على أنّها إذْ رأتني أقادُ قَالَتْ بِمَا قَدْ أرَاهُ بَصِيرَا
رأيتْ رجلاً غائبَ الوافدَيــنِ مُختَلِفَ الخَلقِ أعشَى ضَرِيرَا
فإنّ الحوادثَ ضعضعنني،وإنّ الّذي تعلمينَ استعيرا
إذا كانَ هَادِي الفَتى في البِلادِ صَدْرَ القَنَاة ِ أطَاعَ الأمِيرَا
وَخَالَ السّهُولَة َ وَعْثاً وَعُورَا
وَفي ذاكَ مَا يَسْتَفِيدُ الفَتى ،
وَبَيْدَاءَ يَلْعَبُ فِيهَا السّرَابُ لا يَهْتَدِي القَوْمُ فيها مَسِيرَا
قطعتُ، إذا سمعَ السّامعونَ للجُنْدُبِ الجَوْنِ فيها صَرِيرَا
بناجية ٍ كأتانِ الثّملِ،توفّي السُّرى بعدَ أينٍ عسيرا
جُمَالِيّة ٍ تَغْتَلي بِالرِّدَافِ،إذا كَذّبَ الآثِمَاتُ الهَجِيرَا
إلى مَلِكٍ كَهِلالِ السّمَاءِ أزكى وفاءً ومجداً وخيراً
طويلِ النّجادِ رفيعِ العمادِ يحمي المضافَ ويعطي الفقرا
أهَوْذَ، وَأنْتَ امْرُؤٌ مَاجِدٌ،وَبَحرُكَ في النّاسِ يَعلو البُحُورَا
مَنَنْتَ عَليّ العَطَاءَ الجَزِيلَ،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق